الـسلام عليـكم و رحمـة الله تعالـــى و بركاتــه
أهـلا و سهـلا بزوارنـا الكـرام بمنـتدى الإبـداع
,,علوم ومعلومات عامة,
10 عباقرة تحت المجهر .. مختلفون أم مخالفون؟
اتستيفان رامستورف
العمر: 49
الجنسية: ألماني
المنصب: رئيس تحليل النظام الأرضي في معهد بوستدام لأبحاث التأثير المناخي. الخبرة: المحيطات.
ينظر إلى رامستورف بنظرة فولاذية جامدة، حيث نجلس في مقهى قريب من كلية أكسفورد، إذ يخاطب مؤتمراً للمناخ برفقة رئيسه، جون شلنوبر.
وهذان الرجلان معروفان في وسائل الإعلام، ولكن بعض الزملاء يشتكون من أنهما قريبان للغاية من صانعي السياسة، ومن النشطاء.
رامستورف القادم من بوتسدام، وهي بلدة جامعية عريقة في العلوم، يجادل بأن الهيئة الدولية لشؤون المناخ قللت بشدة من قضية ارتفاع مستويات مياه البحار.
ومن خلال متابعته البيانات المتوافرة على مدى السنوات الـ 120 الماضية، وجد أنه بعد توازن معين، يسبب ارتفاع في درجات الحرارة زيادة كبيرة في ارتفاع مستوى مياه البحار.
وحين قارن هذه الملاحظات بنماذج الأعوام 1961 – 2003، وجد أن مستوى مياه البحار زادت سرعته بـ 50 في المائة (1.8 ملم سنوياً)، عما توقعته النماذج بأن يكون 1.2 ملم فقط.
لكن عالم المحيطات الأمريكي، كارل وونش ينفي ما توصل إليه رامستورف، ويقول إن القياس الدقيق لمستوى ارتفاع مياه المحيطات يعود فقط إلى 20 عاماً مضت.
ويضيف: إن أولئك الذين يدعون معرفتهم بمستوى سطح المحيطات قبل 100 عام، إنما يروون لك حكايات خيالية.
غير أن رامستورف يصر على أن المنحنى الذي توصل إليه يتناسب مع الأرقام الحديثة. ومنذ أن بدأ القياس بواسطة الأقمار الصناعية في عام 1993، ارتفعت مستويات أسطح البحار بمعدل 3.4 ملم سنوياً.
وتلاحظ الهيئة الدولية لشؤون المناخ عدم دقة النماذج في تقريرها الكامل.
ومع ذلك، فإنها لا تحاول تغيير إسقاطاتها المتوقعة. كما أن التقرير لن يتضمن تقديرات بخصوص القمم الجليدية التي تتعرض للذوبان.
«وقد يستنتج شخص عادي أنه ليس بإمكاننا الثقة بالنماذج. غير أن النماذج تؤخذ ببساطة كبشائر للمستقبل».
ويعتقد رامستورف أن سرعة ارتفاع مستوى مياه المحيطات سوف تزداد بثلاثة أضعاف، على أعلى إسقاطات توقع من جانب الهيئة الدولية لشؤون المناخ. وبافتراض ارتفاع درجات حرارة بأربع درجات في عام 2100، فإن ذلك سوف يعني أيضاً ارتفاعاً في مستوى مياه البحار يبلغ 1.2 متر.
يعتقد رامستورف أنه ما لم يمكن السيطرة على الانبعاثات الغازية، بحلول عام 2020، فإنه لن يتبقى هنالك وقت للحيلولة دون زيادة التسخين إلى درجتين مئويتين.
لقد أعد عضو في مجلس الحكومة الألمانية الاستشاري لشؤون التغير المناخي، خطة حول كيفية تمكننا من تجنب مثل هذا الارتفاع، حيث تمنح كل بلد في العالم بطاقات ترخيص كربوني للسنوات المقبلة حتى عام 2050.
وفي ظل مستويات الاستهلاك الحالية، فإن الولايات المتحدة سوف تستنفد حصة سماحها الكربونية بحلول عام 2016.
وكي تمنح الدول الغنية الدول النامية وقتا لتعديل أوضاعها، فإن من الممكن أن تدفع لها للمشاركة في ترخيصاتها الكربونية.
ويعتقد رامستورف أن هذه الدفعات سوف تمكّن اقتصادات الدول النامية من «القفز السريع عن النموذج القذر» الذي مارسته الدول الصناعية في القرن الماضي.
موقفه الشخصي: لا يستخدم السفر جواً لأغراض الإجازات، ولا يستخدم السيارات، والدراجات النارية في الذهاب إلى العمل، كما أن منزله معزول حرارياً، الأمر الذي يقلص استخدام الطاقة بنسبة 60 في المائة. وأما «خطاياه»، فهي شراء الموز، وأخذ حمام طويل كل صباح.
جون ميتشيل
العمر: 61
الجنسية: بريطاني
المنصب: مدير علوم المناخ في مكتب الأرصاد في المملكة المتحدة.
الخبرة: نماذج المناخ.
بعد 36 عاماً قضاها في مكتب الأرصاد، وهو جهة خدمات الطقس في المملكة المتحدة، أصبحت لدى ميشيل عقلية ضربها المناخ.
ويعتبر هذا المتحدث اللين، والمعجب برياضة الرجبي القادم من كاونت داون في إيرلندا الشمالية، أحد أكثر علماء نماذج المناخ خبرة على مستوى العالم.
إعداد النماذج مجال مستمر، حيث هنالك كثير مما لا نفهمه تماماً حول المناخ من غيوم وأعاصير وذوبان جليد، وغازات تتطاير في الجو.
وتظل هذه الأمور أعلى من قدرات الكمبيوترات المتفوقة، حين يتعلق الأمر بوضع نماذج للمناخ المستقبلي.
وقد أظهرت إحدى التجارب التي أطلق عليها شبكة توقعات المناخ، وولدت آلافا من أشكال نموذج المناخ الخاص بمكتب الأرصاد الجوية، وجعلت الناس يستخدمونه على كمبيوتراتهم الشخصية، أن النماذج يمكن أن تعطي نتائج مختلفة تماماً إذا أجريت تعديلات بسيطة على مؤشرات قياسها.
يقول ميتشيل: يبنى النموذج أساساً على قوانين حركة النيوترون، وإن كل ما نحاول عمله بهذه النماذج، هو الحساب الكمي للتسخين بصورة أفضل، وتبيان ما هي التغيرات الإقليمية.
يعني ذلك في الواقع العملي استخدام نتائج القياس بواسطة البالونات، والأقمار الصناعية وسرعة الرياح والرطوبة الجوية، واستخدام معادلات تعطيك معدل التغير.
بالتالي فإنها سوف تظل على الدوام صورة تقريبية، ولكنه يصر على أن «هنالك تشابهاً كبيراً» بما يحدث في الواقع.
وتبقى هنالك عوائق كبيرة، حيث «يوجد الكثير من التغيير في ذلك»، وهو يقول ذلك وينظر عبر النافذة «كيف يمكنك أن تضع نماذج لذلك، حيث إن الغيوم هي كعب أخيل فيما يتعلق بإعداد النماذج».
غير أن قوة النماذج في ازدياد بصورة دائمة. وقد أتاحت حكومة المملكة المتحدة للناس خلال صيف هذا العام، الاطلاع التفصيلي على الإسقاطات التوقعية المناخية الإقليمية الخاصة بعقود مقبلة، حيث أعد هذا النموذج مكتب الأرصاد.
وعلى الرغم من أن كثيراً من العلماء لا يرتاحون لمثل هذه التوقعات، ويقولون إنها ترسل رسالة مبالغة في الثقة حول فهمنا للمستقبل، فإن ميتشيل فخور بأن الولايات المتحدة تسير على النهج ذاته، فيما يتعلق بإعداد نماذج التوقعات المناخية المستقبلية.
موقفه الشخصي: يتخذ خطوات صغيرة، حيث يحول ضابط الحرارة باتجاه الأدنى، كما أنه يفصل شاحن هاتفه الجوال عن مصدر التيار الكهربائي.
راجندر باشوري
العمر: 69
الجنسية: هندي
المنصب: رئيس هيئة ما بين الحكومات للتغير المناخي.
الخبرة: كفاءة استهلاك الطاقة.
تقاسم الدكتور باشوري قبل عامين جائزة نوبل للسلام مع آل غور، مكافأة لهما على جهودهما الخاصة بالتغير المناخي.
وإذا كان آل غور هو رجل المشهد الشعبوي، فإن شوري كان رئيس اللجنة الوقور، الذي قبل الجائزة نيابة عن الهيئة التي يترأسها منذ عام 2002.
هيئة ما بين الحكومات للتغير المناخي، هي في الواقع آلة ضخمة للتوصل إلى توافق علمي حول التسخين العالمي.
ومنذ إنشائها في عام 1988، عملت على جمع آلاف من خبراء المناخ في العالم، من أجل صياغة تقارير حول أحدث البيانات المتوقعة والموثوقة.
وعلى الرغم من أنه ليس «عالم مناخ بالضبط»، إلا أن الدكتور باشوري يلعب دوراً حيوياً في التوصل إلى التوافق، ولا سيما بين دول العالم النامي.
يرفض باشوري وجهة النظر التي تقول إن أعداد السكان، تمثل قضية بحجم قضية تقليص الانبعاث التي يتسبب فيها كل فرد.
ويجادل فيما يتعلق بأمريكا الشمالية «بأن لديهم ما يزيد على 20 طناً من الغازات لكل فرد سنوياً، بينما يتسبب الفرد في نصف طن فقط من الانبعاثات الغازية في بنغلادش».
غير أنه من المؤكد أن حصة الفرد من الانبعاثات الغازية في جنوب آسيا سوف تزداد. ولذلك يقول: إن بلدا مثل الهند يجب ألا يسمح لمستويات انبعاثاته الغازية، بأن يصل إلى ما بلغته مستويات الانبعاثات في العالم المتقدم.
ويجادل بأن الهند سوف يكون لديها نهج تنموي مختلف عن النهج الغربي، يعتمد على نظام نقل شامل بدلاً من السيارات، وعلى أنظمة مبان ذات كفاءة عالية في استهلاك الطاقة.
وعلى الدول الصناعية أن تكون أسرع في تقليص من الانبعاثات الغازية، حيث يقول إن مخاوفي الكبرى هي حول الناس الذين يعيشون في أقاليم متعددة من العالم، حيث لا توجد بنية تحتية، ولا قدرة، أو قوة مالية للتعامل مع تأثيرات التغير المناخي.
موقفه الشخصي: تخلى عن تناول اللحوم، كما أنه يستخدم تكييف الهواء بدرجات معتدلة فقط.
مايلز آلن
العمر: 44
الجنسية: بريطاني
المنصب: رئيس ديناميكيات المناخ، قسم الفيزياء، جامعة أكسفورد.
الخبرة: الإحصاء وإعداد النماذج.
ينهض ابن آلن الصغير، جون الذي كان يقرأ بصبر عند الزاوية، ويكتب على لوحة المكتب «مايلز طائر بطريق».
ويشكره والده بحرارة قبل أن يعود إلى حديثه حول عزل الكربون. غير أن هنالك بعض صفات البطريق في هذا الإحصائي ذي التفكير الحر، إذ إنه يجمع بين حروف علة واضحة النبرة، وسحر فيه شيء من الحرج.
يعتقد آلن أن النهج الحالي لمعالجة التغير المناخي ينظر إليه بصورة خاطئة، حيث تجادل أحدث ورقة عمل له نشرت في مجلة الطبيعة في هذا العام، بأن علينا أن ننظر إلى الكمية الكلية من الكربون التي يتسبب فيها الكائن البشري، ليس بالمعدل الذي نقوم بذلك وفقاً له، أي ذلك الذي سوف يركز عليه المفاوضون في مؤتمر كوبنهاغن.
ويضيف أن من الأسهل بكثير أن تضع المشكلة في إطار ماهية كمية الكربون الكلية التي يمكننا تحمل ضخها في الجو، بدلاً من أن نتساءل: ما هو تركيز المحتوى الغازي الذي نستهدفه.
غير أنه بسبب الطريقة التي شكلت بموجبها قمة الأرض في ريو، وبروتوكول كيوتو المشكلة، فإن محادثات كوبنهاغن تسير في الاتجاه الخاطئ، كما يرى.
يطلب الصحافيون على الدوام من آلن القول إنه ما لم تصل الانبعاثات ذروتها في عام 2015، فإننا سوف نتجاوز النقطة العليا. وهو يرفض ذلك لأنه يقول إن مثل هذه الادعاءات هراء.
والأسوأ من ذلك هو أن الادعاء بأن لدى هذه الأهداف الاعتباطية أساس علمي، لن يعمل إلا على تضليل الجمهور، حين يكتشف أن هذه الأهداف لن تتحقق.
لكن أليس من الضروري رواية أكاذيب بيضاء كي تنال ما تريد؟ يقول: ليس هنالك فائدة ترجى من ذلك، حيث كان ينظر من فوق رأس ابنه، قبل أن يضيف: سوف يعثرون عليك.
موقفه الشخصي: يركب دراجة هوائية إلى ومن مقر عمله، ولكنه يحب برنامج التلفزيون البريطاني الشهير توب غير Top Gear، الذي يتحدث عن السيارات ويقول إن الوقود الأحفوري متعة، وإن من عوامل تشتيت الانتباه التركيز على السلوك الشخصي.
تيم لنتون
العمر: 36
الجنسية: بريطاني
المنصب: أستاذ علوم النظام الأرضي في جامعة إيست أنجليا.
الخبرة: علوم النظام الأرضي.
يعتبر لنتون خليفة جيمس لفلوك، حيث قرأ في مرحلته الدراسة الجامعية كتاب لفلوك «عصور جايا»، وهو كتاب يجادل بأن الأرض ووظيفة مناخها الحيوي، نظام واحد معقد.
وقد كتب نتيجة لتلك القراءة رسالة إلى المؤلف ذكر فيها، أنه كان يريد إجراء أبحاث في هذا المجال، الأمر الذي أدى به إلى لقاء «مدهش» مع المؤلف، وظل الطرفان على اتصال.
غير أن هذا المريد يتخذ نهجاً مختلفاً عن معلمه في أيامنا هذه حول أثر التغير المناخي، إذ لا يشارك لفلوك نظرته الاعتذارية، ويقول اتفقنا على الاختلاف حول مستوى الأمل الذي يفترض أن يتوافر لدينا حول المستقبل.
إننا نتحدث معه في الغرفة الرئيسية في منزله الذي يقع في شارع سكني هادئ في نوروتيش، شرقي إنجلترا، التي لا يمكن أن تعتبر خط الجبهة في مجال التغير المناخي.
ومع ذلك، فإن أحواض المياه العذبة، نورفولك بوردس، كادت تغطيها الفيضانات بعد عاصفة شهدت ارتفاعاً عاتياً لأمواج البحر، إثر ظروف مناخية عنيفة شهدها البحر في عام 2007.
وهو يرى أن هذه الأحواض العذبة يمكن أن تتحول إلى سبخات مائية مالحة خلال الأعوام الخمسين المقبلة.
بينما يحصر آخرون نطاق عملهم ضمن عقود أو قرون، فإن لنتون يفكر في إطار يمتد إلى ملايين السنين.
ويركز الكتاب الذي يعمل على إعداده حول عوامل عدم الاستقرار الزمني الخاصة بجايا، على التغيرات المفاجئة، مثل قفزات في كميات الأوكسجين في الجو، حدثت قبل مليونين ونصف مليون عام.
وهو يقول إن سؤالي هو: هل نحن في بداية ثورة مماثلة أخرى؟ ويخمن أنه حين يبلغ ابنه جيمس الثمانين من عمره، فإننا إما أن نعيد تدوير الطاقة والمواد، وإما أن نكون على طريق عالم من «المنغصات».
موقفة الشخصي: متحمس لاستخدام الدراجات الهوائية، ولكنه يقود كذلك سيارة رينوكليو، ويقضي إجازاته داخل المملكة المتحدة، غير أن زوجته نيوزيلندية، ولذلك فإنهما يأخذان في عطلة الكريسماس المقبلة جرعة ثقيلة من قطع «أميال الحب».
كيفن ترِنبيرث
العمر: 65 سنة
الجنسية: يحمل جنسية مزدوجة (نيوزيلندية وأمريكية)
المنصب: رئيس قسم التحليل المناخي، المركز القومي لأبحاث الغلاف الجوي، كولورادو الخبرة: الأعاصير
يدور الآن جدل واسع حول ما إذا كانت التغيرات المناخية تتسبب في وقوع المزيد من العواصف المدمرة. يقول البعض إن الزيادة في الأعاصير يمكن أن تكون مجرد نتيجة للتغيرات الطبيعية.
من جانب آخر, فإن كيفن ترِنبيرث على ثقة من الأثر الذي تمارسه التغيرات المناخية في الأعاصير، فهو يقول إن هذه التغيرات تسبب المزيد من الأعاصير المدمرة. لكنه أقل ثقة فيما يتعلق بالأثر الذي تمارسه الأعاصير في ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
يغلب على الأعاصير أن تعمل على تبريد الأشياء. وهي تخلف وراءها بيئة باردة في المحيطات، كما أن الكميات الإضافية من الأمطار التي تأتي بها الأعاصير تساعد على إبقاء اليابسة أبرد قليلاً.
نماذج المناخ (على الكمبيوتر) لا تتمتع في الوقت الحالي بالقدرة على التصوير الدقيق لمفعول التبريد المذكور.
وبالتالي فإن التوقعات لدرجات البحار المدارية في هذه النماذج، ربما تكون أعلى بكثير مما ينبغي لها أن تكون.
يجادل ترِنبيرث بالتالي بأن عدد الأعاصير المتوقعة في المستقبل هو على الأرجح مبالغ فيه.
مع ذلك حين تحدث العواصف فإنه على ثقة من أنها ستكون ذات حدة أكبر. بخار الماء الموجود في الغلاف الجوي يساعد على إشعال فتيل العواصف، ووفقاً لما يقوله ترِنبيرث فإنها ازدادت بنسبة 4 في المائة فوق المحيطات منذ عام 1970.
وهو يعزو هذه الزيادة إلى ارتفاع بنسبة 0.4 في المائة في درجات الحرارة العالمية خلال الفترة نفسها، ومع ارتفاع درجات الحرارة يكون الغلاف الجوي قادراً على حَمْل المزيد من بخار الماء.
يجادل كثير من العلماء بأن آخر بلد في هذا العالِم، أي نيوزيلندا، سيكون محمياً من أكثر الآثار حدة للتغيرات المناخية، وذلك بفضل مناخها البحري. لكن ترِنبيرث يشير إلى أن الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة سيدفع إلى الأعلى بتكاليف الشحن، وإذا أخذت البلدان نتيجة لذلك بزراعة غذائها الخاص، فإن الصادرات ستتعرض لضربة قوية.
موقفه الشخصي: نصب ألواح شمسية في منزله، إضافة إلى مضخة حرارية جديدة (للتدفئة والتبريد) وجهاز تسخين الماء.
كريس رابلي
العمر: 62 سنة
الجنسية: بريطاني
المنصب: مدير المتحف العلمي، علم أنظمة الأرض
كريس رابلي، باعتباره رجلاً تنقل بين الفروع المختلفة لعلوم المناخ، يتمتع بوضع جيد يؤهله للحكم على زملائه.
وهو يقول: «هناك طيف كامل من الآراء بين العلماء. بعض الجوانب العلمية ثابتة ولا خلاف عليها أبداً».
لكن هناك بعض جوانب اللبس الكبيرة.
مثلاً: هل سينطلق الميثان الموجود في الأرض المتجمدة, ماذا سيكون معدل الاحترار العالمي؟ لا أحد يعلم ماذا سيكون عليه العالم خلال 50 سنة، لكن رابلي على ثقة من أن العالم سيكون مكاناً أدفأ من ذي قبل، في مواجهة آلاف السنين من الارتفاع المتزايد في مستوى المحيطات.
في عام 2005 ساهم رابلي في مؤتمر إكستر Exeter حول «تجنب التغيرات المناخية»، الذي عُقِد بطلب من توني بلير. قدم رابلي بحثاً إلى ذلك المؤتمر، حذَّر فيه من أن الطبقة الجليدية الهائلة على الجانب الغربي من المحيط المتجمد الجنوبي، ربما تكون قد بدأت بالتفكك.
وقال إنه نتيجة لذلك فإنه سيتعين على الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن تعدِّل توقعاتها بأن الطبقة الجليدية مأمونة لمدة ألف سنة.
وفي السنة التالية, قال أمام الجمعية الأمريكية لتطوير العلوم: قبل خمس سنوات فقط، كانت سمة المحيط المتجمد الجنوبي هي أنه عملاق نائم من حيث التغيرات المناخية. لكنني أجادل بأن هذا العملاق استيقظ من نومه الآن، ويجب أن ننتبه لذلك.
في الفترة الأخيرة أصبح أكثر تشاؤماً من ذي قبل، حول قدرتنا على الحؤول دون وقوع الارتفاع الخطير في درجات الحرارة العالمية.
وفي حين أن هناك قدراً كبيراً من القدرة البشرية على الابتكار والإبداع أو الكلام البلاغي أو جوائز نوبل، إلا أن مسار الانبعاثات تحول إلى الأدنى.
ويقول: ما لم يؤد مؤتمر كوبنهاجن إلى إبطاء منحنى الانبعاثات، فإنني أرى أنه يتعين علينا أن نكون في غاية التشاؤم حول المستقبل.
رابلي ليس محارباً عميقاً في الدفاع عن البيئة. وهو من مشجعي سباق فورميولا Formula 1، ويصف جيريمي كلاركسون بأنه «رجل ذكي بالفعل ومساند عظيم للمتحف.» لكن يرغب في أن يعمل مقدم البرنامج التلفزيوني توب غير Top Gear على التخفيف من آرائه حول التغيرات المناخية، وهي آراء يخشى أنها تشجع الناس على الاستخفاف «بهذا الكلام الفارغ حول ارتفاع درجات الحرارة العالمية».
قضية ارتفاع الحرارة خطيرة تماما لا مجال فيها لهذا النوع من الحركات المسرحية. يعتقد رابلي أنه بعد مئات السنين من الآن ستكون لندن ونيويورك وأمستردام تحت الماء. لكن أكثر ما يخيفه هو المواعيد النهائية السريعة وقصيرة الأجل في العالم الحديث.
ويقول: شهدنا من خلال الانهيار الاقتصادي أن اضطراب الأمور بشدة يحتاج فقط إلى بضع ساعات. وحين كان هناك حصار على ناقلات النفط (في عام 2000) كان هناك نطاق زمني مرعب تماماً، بمعدل نحو أسبوع حتى تنفد المواد الغذائية من الأسواق، والخوف من الاضطرابات بسبب نقص المواد الغذائية والاضطراب المدني.
وهو يكره أن يكون من الذين ينذرون بالويل والثبور وعظائم الأمور، لكنه يقول إن أحفاده سيتعين عليهم أن يختاروا: كيف يقلصون تعرضهم للمخاطر إلى أدنى حد ممكن؟ ويضيف: ستجد أشخاصاً محترمين يتحدثون عن شراء رشاش كلاشينكوف، ومزرعة صغيرة في شمال كندا أو إحدى الدول الاسكندنافية، وتشكيل مجموعة محلية من السكان لزراعة الغذاء، وحماية أنفسهم في حالة انهيار المجتمع.
موقفه الشخصي: يتجول في أنحاء المتحف لإطفاء الأضواء. لكنه يعتقد أن الشركات تملك بيدها مفاتيح الحل لتقليص الانبعاثات.
سوزان سولومون
العمر: 53 سنة
الجنسية: أمريكية
المنصب: عالمة أولى، الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي، كولورادو
الخبرة: كيمياء الغلاف الجوي
كانت سولومون من أوائل العلماء الذين فسروا السبب في تشكُّل فجوة الأوزون فوق منطقة المحيط المتجمد الجنوبي، وفي عام 2007 أشرفت على التقرير التاريخي الذي أصدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والذي قال إنه متأكد بنسبة 90 في المائة، أن غالبية الارتفاع في درجات الحرارة الأرضية التي وقعت منذ عام 1950، هي من صنع الإنسان.
مع ذلك فهي لا تزال تعتقد في إبقاء العلم «خالصاً» وترفض فكرة أن مهنتها تفرض عليها واجب الحديث إلى العموم، عن الارتفاع في درجات الحرارة.
هذا المنهج المحافظ يبعث الإحباط في الناشطين ولدى بعض زملائها من العلماء. في القسم الخاص بالتوقعات حول مستوى ماء البحر ضمن التقرير المذكور، استبعدت التقديرات الخاصة بالأثر الناجم عن ذوبان القلنسوتين الجليديتين، لأن وضع نماذج رياضية لعملية من هذا القبيل مليء بجوانب اللبس. كما أنها لا تناقش استجابة السياسة أو تطلق نداءات عاطفية.
بعد ثلاث سنوات تقريباً من التقرير، تعتقد سولومون أن مواقفها أثبتت صحتها. وتقول: هناك كمية هائلة من المشاعر حول هذا الموضوع، تتلقى تأثيرات من كل من اليمين واليسار.
وتضيف أن مهمة الهيئة الحكومية الدولية هي تقديم الحقائق العلمية، مع أقل قدر من التكهنات.
وهي مقتنعة بأنه ما لم يتم تقليص الانبعاثات بصورة كبيرة، فإن درجات الحرارة في العالم في عام 2060 ستكون أعلى من معدلاتها الحالية بدرجتين أو ثلاث درجات.
وتقول إن التوصل إلى تسوية وحل سيكون أمراً شاقاً، وتقارن بين قبيلتها من العلماء وبين الحيوان السياسي: إذا وضعت 20 سياسياً في غرفة فإنه لن يكون بمقدورك حملهم على التوصل إلى أي شيء.
لكن حين تجمع العلماء، وعند نهاية المناقشة المنطقية للبيانات، فإنهم سيتوصلون جميعاً إلى اتفاق.
لكنها ترجو أن يكون من شأن الضغط العام إحداث فتح مهم في اللحظات قبل الأخيرة في كوبنهاجن.
كلما سمعت شخصاً يقول إن من المستحيل تنفيذ هذا الأمر أو ذاك، أعود بذاكرتي إلى أيام الخلاف حول طبقة الأوزون، حين كان الناس يقولون إن من المستحيل الاستغناء عن مركبات الكلوروفلوروكربون من مزيلات العرق.
حين تُسأل عن حياة الجيل الذي يمكن أن يتوقع أن يعيشها ابن زوجها، فإنها تنفجر غاضبة لفترة قصيرة، وتجادل بأن هذا النوع من إثارة المشاعر غير مفيد.
وتقول: لا أعلم أي السبل التي سنخرج بها. لكني أريد من مؤرخي تاريخ العلم أن يكونوا واضحين: توجد لدى العلماء أدوات بدائية ومعلومات محدودة، لكنهم بدورهم في هذا الأمر على الوجه السليم.
موقفها الشخصي: تحاول أن تكون نباتية لمدة يومين في الأسبوع، وتقود الدراجة الهوائية وتقود سيارة برايوس Prius (المهجنة التي تعمل بالكهرباء والبنزين).
كارل فونش
العمر: 68 سنة
الجنسية: أمريكي
المنصب: أستاذ كرسي علم فيزياء المحيطات، معهد ماساتشيوستس للتكنولوجيا
الخبرة: علم المحيطات
بالنسبة إلى كثير من العلماء، يعتبر كارل فونش العالم الأول للمحيطات في العالم. مع ذلك فإنه بالنسبة للإنسان العادي، فإنه يشتهر باعتباره الأستاذ الذي غُرِّر به للظهور في البرنامج الذي بثته القناة الرابعة في عام 2007، حول الاحتيال العظيم في الارتفاع العالمي في درجات الحرارة.
وقد ارتاع حين شاهد ملاحظاته الدقيقة تؤخذ من سياقها في سبيل مساندة الفكرة غير الموثوقة للبرنامج.
وفيما بعد يعد الجهاز التنظيمي المسؤول عن البث الإذاعي، وهو مكتب الاتصالات بمساندة شكوى فونش وأرغم القناة الرابعة على إذاعة ملخص لاكتشافاته.
في واقع الحال يقبل فونش بالدليل على وجود التغيرات المناخية، رغم أنه يشعر بالقلق حول ما يعتبره التوقعات المفرطة في الثقة، وربما يكون فريداً من بين كبار العلماء من حيث كونه رفض الدعوة التي قدمتها له الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ للمشاركة فيها.
وهو يقبل بأن هذه المنظمة لها فائدتها، لكنه يعتقد أنها تتحرك بسرعة تفوق الحد عن البيانات المتوافرة، وتقلل من أهمية جوانب اللبس في سبيل لفت أنظار السياسيين.
من جانب آخر, فإن ستيفان رامستورف يقول إن تعليقات فونش في البرنامج لم تكن فقط غير مسؤولة، وإنما خاطئة. «فهم يغذون الرسالة التي أراد منتجو البرنامج تصويرها للناس.» لذلك ليس من المستغرب أن تكون هناك جفوة بين فونش ورامستورف.
في مطلع هذه المقابلة راح فونش يعرب عن الأسى من حقيقة أن بعض زملائه مذنبون «بالمبالغة»، في معلوماتنا في سبيل تلبية طلب وسائل الإعلام على الأجوبة السهلة.» ويقول: غالباً ما يكون الجواب الصحيح هو ’لا نعلم على وجه اليقين، لكننا نشعر بالقلق حول الإمكانات. وهو يقول إن ذاكرة المحيط قوية ولا ينسى، ومع ذلك فإن أرصادنا للمحيط «رديئة بطريقة قوية.
وهو يجادل بأنه ما لم تفهم ما يحدث في المحيط الأطلسي الجنوبي أو المحيط الهادي الشمالي، فإنك تسير على غير هدى.
بالتالي فإن فونش يتبنى وجهة نظر على نطاق صغير، ويتساءل: لماذا عاد الجليد بصورة جزئية إلى البحر القطبي خلال السنتين السابقتين؟ ماذا يعني هذا بالنسبة لتعبير «نقطة الانقلاب» التي يتحدث الناس عنها؟
من حيث الأساس فإنه يرغب في أن يتوقف الناس عن القيام بالتوقعات التي تبدو وكأنها احتمالات قوية، وأن ينظروا بدلاً من ذلك إلى التغيرات المناخية على أنها «مشكلة في التأمين»، بمعنى أننا لا نعلم ماذا سيحدث، لكننا نقر باحتمال وقوع أمر جلل، ونتخذ الاحتياطات اللازمة.
فونش، شأنه شأن كثير من العلماء، لا يشعر بكثير من التردد حين يبتعد عن جماعته.
الأولوية الأولى ينبغي أن تكون هي تعزيز استقرار السكان في العالم، ومع ذلك فإن السياسيين «يفتقرون إلى الجرأة إلى حد كبير» في الحديث عن موضوع شائك من هذا القبيل.
ويقول: إذا وصل عدد سكان العالم إلى تسعة مليارات شخص، ثم إلى 12 مليون شخص، عندها لن يهمنا ما سيفعل المناخ. ثم يتنهد ويقول: ستكون تلك كارثة كبرى.
موقفه الشخصي: يسافر بصورة رئيسية في مواصلات النقل العام، لكنه يقود كذلك سيارة بريوس. وقد عزل مسكنه حرارياً.
إسحق هيلد
العمر: 61 سنة
الجنسية: أمريكي
المنصب: عالم أعلى للأبحاث في مختبر ميكانيكا الموائع الجيوفيزيائية، الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي، أستاذ في جامعة برنستون
الخبرة: ديناميكا المناخ
يحمل هيلد شهادة دكتوراة في الفيزياء من جامعة ولاية نيويورك في ستوني بروك، لكنه كان يفتقر إلى الإلهام إلى أن قرأ بحثاً عن ثاني أكسيد الكربون والمناخ بقلم: سيوكورو مانابه، الذي يعتبر اليوم أحد رواد النماذج المناخية في العالم.
ثم انتقل هيلد إلى جامعة برنستون، حيث ظل يعمل هناك على مدى العقود الأربعة الماضية. وهو اليوم واحد من أبرز الخبراء العالميين المختصين في توقع التغيرات المناخية الإقليمية. وكما يقول عالم المحيطات الألماني مجيب لطيف: إنه ليس بارزاً أمام السياسيين مثل الآخرين، لكنه واحد من أفضل العلماء، شخص يفهم حقاً كيفية عمل آلة المناخ من أولها إلى آخرها.
يرى هيلد أن التغيرات في أنماط سقوط الأمطار سيكون لها تأثير مباشر في حياة الناس. بكلمات بسيطة، يقول: إن الأماكن الرطبة ستصبح أكثر رطوبة من ذي قبل، وستصبح المناطق الجافة أكثر جفافاً من ذي قبل.
في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وهي واحدة من أسهل المناطق التي يمكن وضع نماذج رياضية لها، فإن من شأن زيادة الحرارة بمقدار ثلاث درجات مئوية، هبوط معدلات الأمطار بمقدار 20 في المائة.
عوامل اللبس الحقيقية موجودة في المناطق المدارية، رغم أن هيلد يعتقد أنها ستكون أكبر الخاسرين بفعل التغيرات المناخية.
تشير أبحاثه حول القحط إلى مدى الاتصال والتداخل بين أجزاء المناخ. الهبوط العجيب في معدل الأمطار فوق منطقة الساحل، وهي عبارة عن شريط أفقي جنوبي الصحراء الكبرى يمتد من السنغال إلى إريتريا، خلال السبعينيات والثمانينيات، تُنسَب بصورة عامة إلى الإفراط في معدلات الرعي.
لكن أبحاث هيلد تشير إلى أن السبب الحقيقي في ذلك هو: احترار المحيط الأطلسي الجنوبي والمحيط الهندي والمحيط الهادي أثناء النصف الثاني من القرن العشرين. وكان لارتفاع حرارة المحيطات، واقتران ذلك بفجوة الأوزون، أثر مماثل في معدلات هبوط الأمطار في أستراليا.
ويقول إنه للأسف ليس من الممكن معرفة العامل المهيمن في حالة أستراليا. فإذا كان هو فجوة الأوزون، فإن من المفترض أن يتحسن الوضع بالتدريج. وإلا فإن اليابسة ستصبح أكثر جفافاً من ذي قبل.
يتبع هيلد مبدأ الفيلسوف أوكام الذي عاش في العصور الوسطى (الذي يطلق عليه اسم «سكين أوكام») والقاضي بالتجاوز عن الفرضيات المعقدة، إذا كانت الفرضية البسيطة تؤدي الغرض.
ويقول: لم تتم إقامة الحجة على صحة أية نقطة محددة من نقاط الانقلاب. لم نشهد بعد هذا الوضع من حالة اللاعودة. نظام المناخ يتصرف حتى الآن إلى حد كبير على النحو الذي نتوقعه منه. التغيرات المناخية تعني الاحترار المتواصل مع تفاقم الآثار المترتبة على ذلك مع الزمن.
العلماء الآخرون، مثل لطيف، يجادلون بأن أمامنا عقودا من الابتراد، قبل أن يفرض الاتجاه العام نحو الاحترار نفسه.
ويجيب هيلد بأن هذا أمر معقول تماماً، ويقول إن العلماء ربما قللوا من أثر التغيرات الطبيعية أثناء الاحترار السريع، على مدى السنوات الثلاثين الماضية. لكن على المدى الطويل فإن احترار الكوكب سيستمر.
موقفه الشخصي: أنشأت زوجته سوقاً لبيع المنتجات من المزارعين. ويتألف غذاء العائلة من أطعمة منتجة محلياً، ويقود الزوجان سيارة هجينة. وهو يقول إن بإمكانه الانضمام إلى مجموعة من السائقين، الذين يقودون كل يوم سيارة لشخص واحد، لكنه يفضل الاحتفاظ بحريته